قوله جلّ ذكره: {لآَ إِلَه إِلاَّ هُوَ يُحىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ ورَبُّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ}.هذه الكلمة فيها نَفْيُ ما أثبتوه بجهلهم، وإثباتُ ما نَفَوْه بجحدهم.{رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِِينَ}: مُرَبِّي أصْلَكُم ونَسْلَكُمْ.قوله جل ذكره: {بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ}.اللَّعِبُ فِعْلٌ يجري على غير ترتيبٍ تشبيهاً باللُّعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص؛ فَوَصَفَ المنافقَ باللَّعبِ؛ وذلك لتردُّدِه وتحيُّرِه نتيجةَ شكِّه في عقيدته.قوله جل ذكره: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينَ}.هذا من اشراط الساعة؛ إذ يتقدم عليها.وقيامة هؤلاء (يقصد الصوفية) معجَّلة (أي تتم هنا في هذه الدنيا) فيومُهم الذي تأتي السماء فيه بدخان مبين هو يومُ غيبةِ الأحباب، وانسداد ما كان مفتوحاً من الأبواب، أبوابِ الأُنسِ بالأحباب في معناه قالوا:فما جانبُ الدنيا بسَهْلٍ ولا الضُّحى *** بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياةٍ بباردِقوله جل ذكره: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.وعذابُ هؤلاء (يقصد الصوفية) مقيمٌ في الغالب، وهو عذابٌ مُسْتَعذْبٌ، أولئك يقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.وهؤلاء يستزيدون- على العكس من الخَلْق- العذاب، وفي ذلك يقول قائلهم:فكلُّ مآربي قد نِلْتُ منها *** سوى ملذوذِ وجدي بالعذابفهم يٍسألون البلاََءَ والخَلْقُ يستكشفونه، ويقولون:أنت البلاءُ فكيف أرجو كَشْفَه *** إنَّ البلاَءَ إذا فَقَدْتُ بلائي