سورة الدخان - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الدخان)


        


قوله جلّ ذكره: {لآَ إِلَه إِلاَّ هُوَ يُحىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ ورَبُّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِينَ}.
هذه الكلمة فيها نَفْيُ ما أثبتوه بجهلهم، وإثباتُ ما نَفَوْه بجحدهم.
{رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ الأَوَّلِِينَ}: مُرَبِّي أصْلَكُم ونَسْلَكُمْ.
قوله جل ذكره: {بَلْ هُمْ فِى شَكٍّ يَلْعَبُونَ}.
اللَّعِبُ فِعْلٌ يجري على غير ترتيبٍ تشبيهاً باللُّعاب الذي يسيل لا على نظام مخصوص؛ فَوَصَفَ المنافقَ باللَّعبِ؛ وذلك لتردُّدِه وتحيُّرِه نتيجةَ شكِّه في عقيدته.
قوله جل ذكره: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِى السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينَ}.
هذا من اشراط الساعة؛ إذ يتقدم عليها.
وقيامة هؤلاء (يقصد الصوفية) معجَّلة (أي تتم هنا في هذه الدنيا) فيومُهم الذي تأتي السماء فيه بدخان مبين هو يومُ غيبةِ الأحباب، وانسداد ما كان مفتوحاً من الأبواب، أبوابِ الأُنسِ بالأحباب في معناه قالوا:
فما جانبُ الدنيا بسَهْلٍ ولا الضُّحى *** بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياةٍ بباردِ
قوله جل ذكره: {يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
وعذابُ هؤلاء (يقصد الصوفية) مقيمٌ في الغالب، وهو عذابٌ مُسْتَعذْبٌ، أولئك يقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ}.
وهؤلاء يستزيدون- على العكس من الخَلْق- العذاب، وفي ذلك يقول قائلهم:
فكلُّ مآربي قد نِلْتُ منها *** سوى ملذوذِ وجدي بالعذاب
فهم يٍسألون البلاََءَ والخَلْقُ يستكشفونه، ويقولون:
أنت البلاءُ فكيف أرجو كَشْفَه *** إنَّ البلاَءَ إذا فَقَدْتُ بلائي


إن خالفوا دواعي قلوبهم من الخواطر التي تَرِدُ من الحقِّ عليهم عوقبوا- في الوقت بما لا يتَّسعُ لهم ويُسْعِفهم، فإذا أخذوا في الاستغاثة يقال لهم: أنَّى لكم الذكرى وقد جاءكم الرسول على قلوبكم فخالفتم؟!


قوله جلّ ذكره: {إِنَّا كَاشِفُوا العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ}.
حيث نورثكم حزناً طويلاً، ولاتجدون في ظلال انتقامنا مقيلاً.
قوله جل ذكره: {وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَآءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ أَنْ أَدُّواْ إلَىَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّى لَكَمْ رَسُولٌ أَمِينٌ}.
فتَنَهم بعد ما أصَرُّوا على جحودهم ولم يرجعوا إلى طريق الرشد من نفرة عنودهم.
{وَجَآءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ}: يطالبهم بإزالة الظلم عن بني إسرائيل، وأن يستبصروا، واستنفرهم لله، وأظهر الحُجَّةَ من قِبَلِ الله.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6